ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻌﻠﻢ
ﺳﺮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﻟﺪﻯ ﺃﺣﻜﻢ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ..
ﻣﺸﻲ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﻗﻤﺔ
ﺟﺒﻞ ..
ﻭﻓﻴﻪ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺟﻤﻌﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻟﺤﻴﻦ ﺩﻭﺭﻩ ..
ﺃﻧﺼﺖ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻵﻥ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻘﺼﺮ
ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ..
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻠﻔﺘﻰ
ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺖ :
ﺍﻣﺴﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻙ ﻃﻮﺍﻝ ﺟﻮﻟﺘﻚ
ﻭﺣﺎﺫﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻜﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﺖ
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﺼﻌﺪ ﺳﻼﻟﻢ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﻳﻬﺒﻂ ﻣﺜﺒﺘﺎً ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ..
ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﻪ :
ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ؟ .. ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ؟ ..
ﻭﻫﻞ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻚ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻲ ؟ ..
ﺍﺭﺗﺒﻚ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺷﻴﺌﺎ ..
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﻤﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻻ ﻳﺴﻜﺐ ﻧﻘﻄﺘﻲ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ : ﺍﺭﺟﻊ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺼﺮ ..
ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ ..
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻨﺘﺒﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻊ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ..
ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ..
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ : ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﻗﻄﺮﺗﻲ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻋﻬﺪﺕ ﺑﻬﻤﺎ
ﺇﻟﻴﻚ ؟ ..
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ﻓﻼﺣﻆ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﻧﺴﻜﺒﺘﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ
ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺳﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ
ﺳﺮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻜﺐ ﺃﺑﺪﺍ ﻗﻄﺮﺗﻲ
ﺍﻟﺰﻳﺖ.
ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻣﻐﺰﻯ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺣﺎﺻﻞ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﻭﻗﻄﺮﺗﺎ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ..
ﻓﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻮﻟﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﺳﺔ