بضل الانسان طول عمرو بيتعلم

مهما بلغ الانسان من العمر ومهما بلغ من خبرة في الحياة ومهما اعتقد انو صار خبير بكل شيء وبالاخر رح يصطدم بواقع الحقائق انو كان على خطأ في كثير من اعمالو ... الخطأ مو لانها خطأ ابدا ... الخطأ انو كان ككتاب غير مفهوم وبالتالي تمت قرائته باشكال متباعدة وبمسافات متناهية .. ومين السبب ؟ مو الناس لالا
بل الانسان نفسه المصدوم بنتائج خبرة عكسية ...

لما بصير الانسان في عمر متقدم ... بيصير ينظر للامور بنظرة جذرية وقد لا تكون واقعية مالوفة لدى الاخرين ... هنا وجب عليه حتما ان يغير نظرته حتى لا يبقى يسير بعكس الريح وبالتالي وبصورة حتمية سيظهر مظهر المخالف والبعيد عن واقع الحياة ( ولو كان هو على صواب ) ... فما فائدة الصواب الذي لا احد يدركه الا هو ... هو فقط ؟ لا شيء

فالان نعيش عالم ليس فيه النوايا الحسنة محل موضع قدم ... عالم مليء بالشفافية وبالصراحة التي تصل الى درجة التعدي على حريات الاخرين ... فما الحل ؟؟.... ان تبقى منعزلا خطأ وان تنغمس في وحل هذا الواقع ايضا خطأ ... برايي احيانا يكون الحل بفكر الصمت وليس بصمت الفكر ... حتى لو وضعوك في خانة الجبناء
لانه بالاخر ... لان تفقد ثقة جميع الناس بك خير من ان تفقد انت ثقتك بنفسك ... تحياتي للجميع

سؤال من انواع السهل الممتنع ...
هل تعلمون ما هي المصيبة التي تلي مصيبة الدين؟
قد يخطر على بال احدكم انها مصيبة المال او مصيبة الولد او مصيبة الجسد ... او ... او
لكن في الحقيقة غير ذلك كله ...
فالمصيبة التي تلي ( تأتي بعد) مصيبة الدين ... هي مصيبة الفكر ... اي بمعنى ان يصاب الفكر بالعقم بضمور حواسه وتجمد احاسيسه وشلل ادراكه
ففي هذا الحال ينحدر لسان حاله من موقع الانسانية الى موقع البهيمية ... لذلك ذكر الله تعالى في كتابه العزيز عن الذي انسلخ من ثوب الفكر وحتما سينهار في حفرة الكفر والعياذ بالله .... فقال الله تعالى عن هؤلاء " هم كالانعام بل اضل سبيلا " فمهما كانت درجة هذا النعم ( بفتح النون وفتح العين ... مفرد انعام)
فمهما كانت درجته الاكاديمية يبقى نعَمَاً .. لماذا ؟ لان الله انعم علينا بالفكر لإشعاع النظر وليس لإمعان البصر ..اذا ونص القرآن الكريم
المؤمن هو الارقى فكرا والاجمل تألقا والاعلى نظرا والاخفض بصرا والازكى نفسا والاطهر قلبا والاخفّ روحا ... وما الذي جعله في بهذا الحال في مهبط الملائكة ؟ سمو الفكر ... فالفكر شيء وسمو الفكر شيء آخر ... فحامل الفكر موطنه الارض ومرتقي سمو الفكر موطنه فوق آدميته
... لا اطيل عليكم .. تلك مقدمة بسيطة لما اريد ان اصل اليه وباختصار شديد ...
ابنتي كاترين ذكرت ان العمر كلما تقدم كلما اقترب من رؤية الصورة كاملة .. صحيح ؟
لي وجهة نظر اخرى ...
اذا تتحدثين عن صورة ذات بعدين ... فالصغير والكبير يراها والجاهل والمتعلم يراها ... حتى غير الانسان يراها ..
فمن لا يرى البعد الثالث والرابع .... لاااااااا يرى ولا يبصر ..
اما الحديث عن البعد الثالث والرابع يحتاج الى محاضرتين منفصلتين ولا مقام لهما الان ....
فيكفي ان اقول اذا انخلع الانسان من شكوكه وظنونه وبراثن شباك شيطانه ... يستطيع ان يمسك باطراف الحقائق وينظر من خلال بوتقاتها ..
وخلاصة وزمام ما ذكرت ..
ان النظر مدعاة الفكر والادراك وعاء ذلك كله... والايمان جوهره ونونه ...
رزقنا الله وايكم حسن الخلق وسمو الفكر وسلامة النظر وقوة الايمان والاقتداء بالنبي العدنان صلوات ربي وسلامه عليه
وارجوا الا يحمل كلامي على غير محمله والا يوضع في قالب غير قالبه .. فان شئتم اخذتم ما بدى لكم وتركتم ما ادلهمّ عليكم
وتحياتي لكم جميعا

توضيح بسيط لما ذكرته ابنتنا كاترين في آخر سطرين من ردها .... " فمقياس الخطأ والصواب هنا ليس سببه  الانسان او الناس .. ولا حتى نطلق عليها سبب بقدر ماهي توجهات وفكر وثقافات مختلفة يتربى عليها الانسان منذ وعيه وفهمه عالدنيا "
التوضيح :
السبب شيء والمقياس شيء آخر
فالسبب معلومٌ بالفكر من الضرورة ( اي بمعنى معلوم عند معظم طبقات المجتمع الفكرية )
اما المقياس ... يختلف تماما عن مفهوم السبب ... انا لا اتكلم في علم الفلسفة بل ابين حقيقة هذين المفهومين لا غير
فمقياس اي شيء هو البعد بين شيئين ... هذا لغة
اما فكرا ...هو المعيار الناتج عن مقارنة امرين احدهما ثابت والاخر متحرك
بمعنى ... مقياس الخطأ والصواب في المجتمعات يكون بنظر العرف ( المنطق) لدى ذلك المجتمع
ومقياس الحلال والحرام يكون بنص التشريع ( القرآن الكريم والسنة المطهرة )
فالعرف الذي لا يخالف الشرع مامورون بالاخذ به ... قال تعالى " وأمر بالعرف"
اذا فالمقياس لديه ثلاثة ابعاد :
مقياس العيب والعادي
ومقياس الخطأ والصواب
ومقياس الحلال والحرام
وكل مقياس له مرجعيته ....
فمقياس العيب والعادي مرجعيته العادات والتقاليد
ومقياس الخطأ والصواب مرجعيته العرف ( المنطق والمألوف )
ومقياس الحلال والحرام مرجعيته التشريع الديني
والحديث يطول ولكني لا اريد ان اطيل
فآسف على الاسهاب ... ولكم مني فائق الاحترام

بطبع