السعادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ... أما بعد...
أحيانا قد تصادف الإنسان السعادة وهو قد يئس الوصول إليها فتجده عندما يصادفها تزغرد الفرحة في عينيه وكأنه قد وجد جوهرة من الألماس بل كأنه وجد أغلى ما في هذا الكون من الكنوز فيحافظ عليها ويصونها ويجعل لها مقرا في قلبه لا يصل إليها الهواء وما أن تستقر السعادة في قلبه حتى تهاجمه الأحزان وتحاصره في لحظه قد نسي وجودها وتتغير الأحداث لتقضي على من كانت قبلها ولا بد ان تترك اثرا وكأنها رمحا قد جرح فؤاده أو كأنها نيزك جثم على الأرض فترك أثرا وتخيم على فؤاده الأحزان وتعيش فترة من الزمن إلى أن ينتهي أجلها بزيارة السعادة أو بزيارة النسيان ولكن هناك أشياء أو أشخاص لن تستطيع نسيانها أبدا ولكن نعوض عن النسيان بالتناسي فهو بلا شك قد يخفف ولكن ليس دائما..
المهم تزور السعادة أو يزور النسيان فتذهب الأحزان وهكذا فهي ظروف يعيشها الإنسان ولابد أن تكون واحدة من اثنتين لأنه من المستحيل أن يعيشها على حد سواء فهو لا يستطيع أن يرتدي السعادة وفي قلبه قليل من الحزن وحتى لو كان ذلك فسيظهر عليه ولو قليلا من أعراض الحزن .. فالإنسان غريب بطبعه ولكن كثير من الناس يجيدون صنعة التمثيل ولكن حتى ولو أجادوها وأتقنوها فلابد أن تغلبهم الظروف أحيانا وتجعل الواحد منهم يبيح بمكنون قلبه أو تظهر على ملامح وجهه بعض الآثار وبغير إرادته .
يقول الشاعر :
هي الأيام كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
إذا لابد للإنسان أن يروض نفسه ليعيش الحياة بحلوها ومرها ، بفرحها وحزنها ، بأصدقائه وبدونهم ، بأهله وبغيرهم لأنه من الطبيعي أنه إذا ما ذاق مرارة الأحزان لما ذاق طعم السعادة وعرف معناها ..