السؤال : تحدثت وسائل الإعلام بقوة عما قام به أحد المطلوبين أمنياً من محاولة اغتيال فاشلة لمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساء يوم الخميس الموافق 6/9/1430 هـ وذلك بتفجير نفسه من خلال عبوة مزروعة في جسمه في قصر الأمير محمد بن نايف حفظه الله.
إلا أننا بحاجة إلى توضيح الجانب الشرعي مما حدث ؟
الجواب : قتل الإنسان نفسه أو غيره من الأنفس المعصومة ، عَدَّه العلماءُ أعظمَ ذنب في الإسلام بعد الكفر بالله تعالى.
قال الله تعالى :"وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً" (النساء93). وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :" لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ، ما لم يصب دما حراماً" أخرجه البخاري من حديث ابن عمر. وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ..ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة،ومن لعن مؤمناً فهو كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفْر فهو كقتله " أخرجه البخاري.
وأدعو كلَّ مَن يُفكر بمثل هذا العمل، أو يَرضى به، أو يُخطط لمثله ، أو أعلن عن تبنيه ؛ أن يتأمل : هل في عمله هذا نصرةٌ للدين، أونشرٌ للإسلام، أوتحقيقٌ لمرضاة الله تعالى؟!.
ولا يجوز أن تكون العاطفةُ، أو شعورُه بالظلم، أوالقَهْر؛ بحقٍّ أو بغيرِ حَقّ، سبباًَ في الغلو، والاندفاع، والجزم القاطع بصواب اجتهاده، ومحاربة كلّ مَن يخالفه من العلماء.
وليتذكر أن الغاية التي من أجلها خُلقنا، إنما هي تحقيق العبودية لله تعالى، فنسعى في نشر الإسلام، وتَعْبِيد الناسِ لله وحده، وأن تكون شريعةُ الله تعالى هي المهيمنةُ على الأرض كلها.
أما استهداف الأجهزة الأمنية والقائمين عليها فإنه يؤدي غالباً إلى خلل الأمن في البلاد كلها، وإذا اختل الأمن عسر ضبطه من جديد، وانتشرت الفتنة في البلاد، وسفكت الدماء، وسرقت الأموال، وانتهكت الأعراض، وأوقفت المشاريع الدعوية، واغتنمها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والرافضة والمنافقين.
ثانياً: وظَّف المنافقون هذا الحدث عبر وسائل الإعلام بالنيل من الدين والعلماء والصالحين والمناهج الشرعية في التعليم العام بالمملكة ، والواجب على الأمة فضحهم ، والحذر منهم، قال الله تعالى :" وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (المنافقون4).
ثالثاً: ينبغي على الأمة البعد عن الأسباب المعنوية لهذه المصائب، وهي المعاصي من الأفراد والجماعات؛ كترك الصلاة والزكاة ، والربا ، والفساد الإعلامي ، والظلم وغيرها.. قال الله تعالى :"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم41).
رابعاً : أدعو العلماء والمشايخ إلى فتح أبوابهم وقلوبهم للشباب، وبذل الوقت لهم، والجلوس معهم، واتساع صدورهم للنقاش ، من خلال الدروس العلمية، واللقاءات المنزلية، وغير ذلك.
وفي المقابل أدعو الشباب إلى التواصل مع العلماء، وحضور مجالسهم، ومناقشتهم فيما أشكل عليهم؛ لأن المقصود هو البحث عن الحق الذي أمر الله تعالى به بالدليل من الكتاب والسنة.
أسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول