لقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم عدة طرق يمكننا الاقتداء بها والاستفادة منها في هذا العصر للتعامل مع الآخرين؛ لتقويم وتعديل سلوكهم ومساعدتهم على التخلص من العادات السلبية الهدامة.. ولقد وجدت أن كل هذه الطرق والأساليب التي اتبعها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تتفق مع أحدث الدراسات والأبحاث العلمية في هذا المجال الحيوي الهام.
أحد هذه الطرق هو أسلوب عرض النماذج السلوكية التطبيقية -النمذجة- في مواقف حية Overt modeling والتي تمثل أفضل أساليب التعلم وأكثرها تأثيرًا، كما قدم بيانات عملية لتعديل السلوك وعلاج المشكلات وأسلوب التعامل الصحيح في كل موقف من المواقف المختلفة، كما استعان بالتصوير والتجسيد وتنشيط المخيلة والقدرة على التوقع والتصور، واستخدم القصص والأمثال وتجسيد المشاهد وتقديم البيانات اللفظية والعملية؛ ليشرح المواقف التعليمية التي تسهل عمليات التعلم وتساعد الإنسان على تغيير تصرفاته بالتدريج. ولقد أتاح ذلك للمسلمين التعلم بالملاحظة والمحاكاة وغيرها والتي تعتبر من أساليب التعلم وتعديل السلوك الفعّالة والتي وردت في دراسات العديد من العلماء المعاصرين، وفي أبحاث أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي Social ( observational ) learning ودراسات علوم النفس والسلوك وبيولوجيا الجهاز العصبي في الإنسان.
هذا جانب بسيط ولمحات سريعة من حياة الرسول الكريم لم يدركها كل من أقدم على هذا العمل الشائن، وسنوالي النشر عن هذه الدراسات تباعًا؛ وهذا هو جزء من الرد الذي نعتبره فريضة علينا جميعا، مصداقًا لقوله تعالى: "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله".