الإعجاز السلوكي للرسول
إن الرسول الكريم الذي أساءوا إليه هو الذي أستطاع أن يعدل ويغير في السلوكيات والعادات السلبية الهدامة لمجتمع بأكمله خلال عدد محدود وقياسي من السنوات.. وهذه التغيرات ظلت ثابتة وباقية ومغروسة بعمق في عقل ووجدان الناس؛ لذلك كانت بحق أكبر عملية تعديل للسلوك والعادات في تاريخ البشرية، وهو ما عجزت عنه كافة الثورات والانقلابات، بل وجميع أساليب العلاج العلمية المعاصرة والمتقدمة في مجال السلوك الإنساني..
ولقد حيرني كثيرًا لماذا لم نستفد من هذا المنهج وندرسه ونقارنه بمعطيات العلوم السلوكية والنفسية وأبحاث الأنثروبولوجيا والتربية والاجتماع الحديثة؟!.. ولماذا تركزت دراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فقط على ما ورد في أبحاث ودراسات العلوم الطبيعية.. مثل الفلك والفيزياء وعلوم الفضاء وغيرها؟! وأهملنا السلوك الإنساني والعادات التي كانت محور اهتمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والتي ستظل معجزة الإسلام في حياة البشر.
لقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم تحويل القبائل المتناحرة والجماعات الغوغائية التي تغير على بعضها البعض، وتستحل الدم والحرمات وتتفاخر بعدوانها واغتصابها للحقوق.. إلى جماعات متضافرة تلتقي حول أهداف سامية ويحكم علاقاتها نظم وقواعد راقية ومشاعر الحب والعطف والإحسان!. واستطاع أن يعدل في سلوكيات أفراد المجتمع وعاداتهم! وغرس فيهم الحب والتعاطف والرفق والرحمة!، كما استطاع أن يعالج مشكلات ما زالت تزلزل العديد من المجتمعات المتقدمة، مثل إدمان الخمر والقمار والانحرافات الجنسية وغيرها بصورة جماعية فريدة.
منقوووووووووووووووووووووووووووووووول