السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يبلغ الانسان من العمر ما يبلغ ، فيصير يعيش بين كومات من الذكريات وجدران من الآهات
فكلما نظر الى شيء .. تراءى له هذا الشيء بمشاهد مقتطفة من دهاليز فكره وماضي خيالاته
فلم يعد الليل ليلا ولا الظلام ظلاما .. وها هو حبب اليه الليل والظلام ليركب فيه قطار الماضي
فيختلط فيه الضياء والظلام والصمت والكلام والبغض والوئام ..
ساعة فيها الف ساعة ، وهمسة يختبئ وراءها الف حكاية ، فيقف امام مرآة قلبه فيرى فيها العجاب
فاحيانا نجد انفسنا نكره الماضي واحيانا نحب ذلك الماضي وذلك بحسب المشهد الصارخ الذي
يقرع اسماعنا .
كم يقسو احيانا رب الاسرة على المنحرف من اسرته ، ولكنه يبقى يحب كل فرد في اسرته ولا
ينقص ذلك الحب شيء ، وافراد اسرته يفدونه بارواحهم ، وهكذا يدورون مع الايام حيث دارت
ويفترشون للأحلام مهما قالت .. فيتمرس الاب على الابوة والابن على البنوة .. فيصير الاب
ابا حيث كان ، في البيت وفي العمل وفي الشارع وفي المسجد وفي كل مكان ..في كل مكان
لا بصلح الا ان يكون ابا .
ولكن ..
تعصف بهذا الاب عرصات الدنيا فيجد نفسه في حلم الزمان فيخلع عباءة الابدان ويلبس هندام الشبان
فيغدو فارس الاشجان ، فلم يعد يسمع لنفسه حشرجة لسان ولا يكاد حتى يرى من ناظريه غباشة
عينان ، ولا يحس برجليه ولا وهن سيقان ..... ياااااااااه أكل هذا يجري عليه؟
.. وتعصف به الدنيا ..
فلم يعد يقرأ الا هذا البيت من الشعر
أهو الحب الذي خفت شجونه .............ام تخوفت من اللوم فآثرت السكينة
ما هذا ؟ أهو ال .. ..
يتدحرج بين غراس الشيب في صدغيه وبين الجمر المخبوء في جنبيه .. حتى يصطدم بجدار احلامه فيصحو
صحوة الاسود وينشو نشوة العود فيعود عملاقا وكأنه من قوم هود ..... (عليه السلام)
كانت خاطرة
كانت همسة
كانت لفتة
والى اللقاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته