عرف الإنسان الخير و الشر منذ الأزل, رابطا معناهما بما يراه حوله فجسد بفكره الخير في كل ما هو جميل و طيب سواء شيء تمثل أمامه أو شعور شعر به كالسعاده و جسد شر في كل شيء قبيح منفر..لكن هل هذه حقيقتهما فعلا ؟؟ لا أظن ذلك فالشر قد يتزين بأثواب الحسن البراقة حتى ليبدوا الخير بجانبه متواضع لكن تحت هذه المناظر الخداعه تظهر الحقيقه للباحثين عنها سواء لمصالحه الخاصه كأن يبغي الفساد في الأرض لتحقيق مأربه الشخصيه أو من يبحث عنها للمصلحه حبا في عمل الخير بغية إعمار الأرض, هنا تبدأ المعركه الطاحنه !! وما اكثر هذه المعارك ليست معارك سيوف و مدافع فقط, كلا فهناك عدة أنواع من المعارك.. معارك الأقلام .. معارك الخطابات.. معارك الصمت في بعض الاحيان وغيرها الكثير الكثير.
هل ينتصر الخير دائما؟ كلا لا ينتصر دائما فتاره ينتصر الشر و تاره ينتصر الخير لكن متى ما قويت شوكة الشر أخرج الله من عباده من يضعفها أو يكسرها ليعود ذليلا لكن الخير لا يذل ولا يذل أهله بخسارته معركه من المعارك فهو المنتصر في النهايه لم؟ لأن الحق و العدل و الشرف يقفون بجانبه كأصدقاء مخلصين رغم كل الظروف و الصعاب و الأمل ضوءهم أينما حلوا.
هل الناس خير خالص و شر خالص؟ لا أبدا ففي الإنسان الخير و الشر, و خيير الإنسان بينهما فيا أن يختار الخير فيغلب خيره على شره أو العكس. الشر عادة مرتبط بهوى النفس, فهوى النفس آفة المجتمعات وكل ما زاد أتباعها زادت الشرور في الأرض, قد ذم الله إتباعها في قوله تعالى :{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}الجاثيه آيه ( 23 )
لماذا هناك خير و شر لما لم يكن هناك خير فقط؟ لا يعرف الشيء إلا بضده لو لم يوجد الشر لما عرفنا الخير.. كأنه لا وجود له و ايضا الدنيا دار إختبار ليعرف من سيتبع هواه ممن سيتبع شرع الله .. ليعلم المصلح من المفسد فبنو آدم مسيرون مخيرون, طريق الخير ظاهر لمن أراده و طريق الشر كذلك ولكل منهما جزاء أو عائد على الشخص إما بخير أو بشر .
هل الخير و الشر من الله؟ لا الخير من الله أما الشر فمن أنفسنا و الشيطان كما قال سبحانه و تعالى : {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79[ ولا يوجد شر خالص في شيء و تحت كل شر خير خفي رحمة من ربك ولطف بعباده.
...........
المسلم يعيش بتفاؤل يتحرى الخير و إن لم يلقى مردوده اليوم فسيلقاه يوما ما إما في الدنيا أو في الآخره وهذه أولى من الأولى ودمتم في حفظ المولى