بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " صدقت يا رسول الله
فالقلب محط نظر الله ، فالله لا ينظر الى جمالنا أو قبحنا او الى صحتنا أو سقمنا أو أن ينظر الى قوتنا
أو ضعفنا ... بل ينظر الى قلوبنا التي في صدورنا فإن كانت هذه القلوب قد انعقدت على ذكر الله وما
والاه فلسان حالها قد افترش الفرش النورانية وتغطى بالأغطية الربانية ودخل اليه صدى اصوات الآيات
القرآنية ونبتت في ارض هذا القلب شجرة النور أصلها ثابت وفرعها في السماء , وقد انبثق من هذه
الشجرة غصن المحبة و الخير للناس وغصن حب الله وحب ما يحبه الله وغصن الصلة بالله والتوسل
اليه وغصن الهداية وغصن الترفع عن أطيان الدنيا وغصن التنزه عن مكباتها وشجرة النور هذه لها ثمار
فثمارها كالأترجّة فمنها ما يكون في حسن الأخلاق ومنها ما في صدق المعاملة ومنها ما يكون في القبول
عند الناس وخلاصتها في طعم حلاوة الإيمان .
وأما إذا كان هذا القلب قد غلفه الران الاسود فالله لا ينظر اليه وهنا الكارثة فيدخله الشيطان ويتربع على عرش
أوحاله ويلتهم أحجار سفالاته ويبول برذائل الدنيا فيه فتنبت فيه شجرة كأنها الشجرة الملعونة في القرآن
فأغصانها الشر والخديعة والزيف والظلال والكذب والفجور وتمارها كالأثل فمنها عدم القبول عند الناس
والكره والبغضاء ومجمع للضغائن والعداء و و و
فيا أحبتي في الله
بأيدينا نحن نزرع احدى الشجرتين
وبهممنا ننبت ثمارها
وبمحبتنا يكون طعمها
فاختر لنفسك قبل ان يختار الشيطان لك
وادخل نور الله قبل تغتصبك براثن ابليس
وافرش لقلبك فرش الرحمن قبل ان تفترش من اوحال الدنيا لحف الشيطان
المعذرة على الاختصار الشديد لإتمام المعاني
والمعذرة على الإطالة على مسامع حضراتكم
وسلامي اليكم