بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صل وسلم وبارك على من بعث رحمة للعالمين ،وبعد:
في لحظات ما وأنت تنظر إلى الجميع يهرعون إلى حافة الهلاك ولا أحد يفعل شيء، وتقول لماذا علي أنا وحدي فعل
ذلك كله ؟ فتبدأ بالهمس إلى نفسك بالشكوك ،والأوهام مخافة أن يهلك من حولك ، فيردوا عليك بالنكران والملامة
وحينها تسكت وفي أعماقك مازال صوتك يصرخ ؟ ويبدأ الصداع وقلبك يحرقك وقرحة في المعدة وكل هذا بسبب
قومك !
وحينها تبدأ المواجهة بينك وبين قسوة المجتمع البعيد عن الله القريب من الشيطان ،وأنت تحاول مواجهة الاوثان- التي
مازالت موجودة لكنها اتخذت اسماء وأشكال اخرى كالمال والملذات ..،-لكن هناك امتحان لابد لنا من المرور به وإليك
قصة:
يونس عليه السلام واقف متحيرا يتساءل كيف لي بمفردي مواجهة الجميع ؟
كما ظن عليه السلام أنه مهزوم لا محالة فقرر الرحيل والهروب من مواجهة الظروف ،فتوجه الى البحر ليجد من
ينقله الى الطرف الاخر معتقد ان العبور الى الطرف الاخر هو الحل –كما يفعل الكثير من الشباب في يومنا - وبعد
الركوب في السفينة بدأت الريح بالهبوب مهدد ة السفينة ، فقرروا تقديم هدية للرب المجهول حتى ينجيهم فرموا يونس
عليه السلام فالتقمه الحوت وفي بطنه كانت الهداية والله يهدي من يشاء .
وقصص غيرها تحكى وتقص لنا ما نواجهه من تكذيب ومواجهة سفهاء قومنا وغيرهم ،
من أجل تلك القضية اخرج ادم عليه السلام من الجنة ورمي ابراهيم عليه السلام في النار وسجن يوسف وابتلي أيوب
وفقد نوح ابنه وعلم الهدى عليه وعليهم الصلاة والسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام واجه ما واجه...،
إنها الدعوة إلى وحدانية الله جل جلاله فعلم أنك مخير في أي الحزبين تكون فاختر أنت ؟
كان كل منهم رجل واحدا فلا تكن مثل يونس ؟!
على تخوم اليأس نقف أنا وأنت وربما مئة ألف او يزيد من أمثالنا وجيلنا أو جيل سابق أو بعدنا ،فأقنعنا أنفسنا ماذا
بإمكان رجل واحد فعل شيء ونسينا أن رجل واحد قد يفعل كثيرا ولكن لابد له من الإيمان والتوكل على الله واعلم
ان اليأس موت فلا تقتل نفسك وأنت حي .
وسلام على من اتبع الهدى .