ما أجملها من أخوة ، وما أروعها من نفحات إيمانية عذبة ، يستشعرها
الأخو تجاه أخيه..فتسري في عروقه سريان الماء الزلال بعد فورة عطش
شديد ،فيثلج صدرة ، ويروى ضمؤه ، ليعود للقلب نقاءه ,,وللنفس
صفاؤها..فتطمئن الروح وتعود لتنشر أريج الود والحب من جديد .
ما أجمل تلك اللحظات التي تستشعرها بكل كيانك ، فيذوب لها قلبك ،
وتحس دفء الروح يسري في عروقك ، وبقشعريرةٍ يرتجف لها عظمك ،
وبسعادةٍ لا يمتلكها إنسان، ولا يصفها أي مخلوق كان ، وبآمآل وأحلام
تتزاحم في الفكروالوجدان ، عن هذا الأخ الذي صورته لا
تفارقك...وابتسامته تلازمك ..وطيفه يناجيك ويسامرك....تندفع إليه
وشوقك يسابق...والحياء قد غطا معالمك..
أخي : إني أحبك في الله ...
تتمنى بعدها أنك طير يطير في السماء
أو أن الأرض تنشق وتبتلعك...
حياءً ..وسعادةً ..وخوفاً ... وشوقا ...
مشاعر كثيرة ، ازدحمت وتلاطمت ، في بحر أعماقك ، فيساعدك أخوك
مترنما :
أحبك الذي أحببتني فيه ، وبارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا.
قالها كنسمات عطر يلأخذ الألباب ..ليسري في عروقك ، ويتغلغل شذاه
في الأعماق ، بإبتسامةٍ تنعكس إشراقتها ليكلل نورها محياك ، ويبارك الله
مسعاك ،
ثم يأخذ بيدك قائلا : أخي ..طريقنا شوك وأزهار...وقصف
وأنغام.....وإعصار وريحان
أخي ...نحن الآن طريقنا واحد ... وذكرنا واحد
وبعد الوصال لابد من إرتحال ، تغرب الشمس وكأن أشعة غروبها سيوف
تعمل في الغروب ، فيخفق القلب صراعاً .. ويناديه الركب
الراحل ...وداعــــــاً
ويهتف اللسان والقلب ...قفوا....قفوا .
لا يستطيع اللسان التعبير عن كل ما في النفس تجاههم ، ولكن تأبى
النفس إلا أن تبين بعض ما يتلجلج في الصدر .. ويشتعل في الأعماق
ومع عودة الذكريات...... يعود الأمل .
ما عمل الليل والنهار في قلوب الأحبة كعمل الفراق بعد اللقاء ،
فهذه كبد حرى .......وتلك عين دامعة ....
صدقت هذه وتلك في الحب في الله
وكان ظل العرش موعد اللقاء .
كم من أمنيات عشناها ، فصارت ذكريات ، ذكريات تثير شجون المحبين ،
فللقلب معها خفقات....
وللدمع فيها دفقات....
وفي الصدر منها لهيب وزفرات.