الشخصية القيادية بمثابة السحر الذي يساعدك على السيطرة على الأوضاع، في الوقت الذي تشاهد فيه الجميع من حولك يتقاعس ولا شيء ينجز كما يجب، ويصيبك الإحباط من هؤلاء ومن تصرفاتهم. فتفكر في فعل أي شيء حيال ذلك، لكي تؤثر على هؤلاء فنجاحهم من نجاحك. خصوصا لو كنتم تعملون في مكان واحد.
معظم الناس راضون على حياتهم ويحبون الإتكال على الآخرين، يحبون سماع الأوامر وتنفيذها، وهذا هو الفرق بين الرأس والذيل، الناس عادة يتم تقسيمهم إلى تلاث أقسام، مثل الجسم تماما، رأس مدبر ونعني القائد، وجسد منفذ وهم عامة الناس، وذيل وهم أولائك الذين لا يفكرون ولا يعملون.
هل القائد يولد قائدا أم يصنع القائد بعد ولادته، في الحقيقة الأمران صحيحان، فهناك من تكون لديه ملكة القيادة بطبعه، أو كاريزما القيادة تجعله يسيطر ويؤثر على الجميع بمجرد كلمات بسيطة. وهناك آخرون يتم تعليهم القيادة عن طريق تطوير شخصيتهم وطريقة كلامهم لكي يستطيعو الوصول للهدف.
كما قال هارولد جينين : " القيادة ليست كلمات إنما سلوك وأفعال"
لن تكون قائدا إلا إذا كنت تعرف جيدا كيف تخطط لتحقق أهدافك، بالإعتماد على مواردك وليس على ما تريد أن تصل إليه من موارد، التخطيط هو أهم شيء للقائد، فقد يمضي القائد 80% من وقته في التخطيط في حيت يمضي فقط 20% لكي ينفذ ما خطط له، هذا الوقت الكبير يحتاجه القادة لكي يدرسوا كل الإحتمالات الممكنة ولا يتركو أي مجال للصدفة.
التنظيم مهم أيضا للقائد، تنظيم الأفكار وإدارة وتنظيم الوقت وحتى تنظيم أوراقك، لكي تستطيع تنظيم أولوياتك جيدا، ولا تخطئ في إختيار الطريق الذي ستسلكه.
في العادة تجد القادة عندما يتخدون قرارا لا يتراجعون عنه، والفرق بين القائد الناجح والانا قلت كلمه استحق الطرد يكون في إتخاد القرار، ولعلنا نرى أغلب القادة يتأخرون قليلا في الحسم في بعض الجزئيات، وسبب التأخر هو دراسة الموقف كاملا لكي لا يتم إتخاد قرار غير جيد يضطر القائد لسحبه أو تعديله.
القائد دائما هو من يصتع القرار وهو أيضا من يصنع الحدث.
أي قائد في العالم وفي أي مجال سياسي أو رياضي أو إجتماعي، يحتاج لشخص ينوب عنه في حالة غيابة، ومن الظروري أن تختار من يستحق أن ينوب عنك، الخطأ الذي نجده في البعض هو أنهم يختارون من يميلون إليه أو من يوافقهم الرأي أو ينافقهم، لهذا تجدهم يفشلون في الكثير من قراراتهم، لكي تختار من ينوب عنك عليك أولا أن تعرف ما هي مهامه، حدد المهام التي سيتولاها ومن ثم إبحث عن شخص قادر عن تنفيذ تلك المهام بالصورة التي تريد، شخصيته، وتعامله من الناس وثقافته وحتى شكله قد يكون مهما في بعض الأحيان.
الرؤية هي الزعامة، هناك أشخاص لديهم بعد نظر ويستطيعون قراءة الأحداث جيدا ويعرفون ما قد تصبوا إليه، وهذا الأمر يصعب تعليمه أو تلقينه للناس لأنه متعلق بمهارة يولد بها الإنسان، يمكن تعليم الشخص أن يقرأ بعض التداعيات، ولكن أن يصل إلى بعد النظر أو الرؤية العالية للأمور هذا مستحيل. لهذا قادة قلائل جدا لديهم هذه الملكة، مثل مهاتير محمد وأردوجان وداسيلفا ...
كما قال تشرشل "المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى الفرص في كل صعوبة."
هناك خيارين أمام كل زعيم، أن يكون قويا يخشاه الجميع، أو يكون محبوبا يفديه الجميع بأرواحهم.
الفرق أنك إذا سيطرت على الناس بقوتك، عندما تفقد تلك القوة ستجد الجميع ينتقم منك، ومن كانو حولك خوفا سيتركوك، وفي عز قوتك لن تستطيع التخلي على من يحيط بك لأنك أيضا ستكون خائفا منهم، ولكنك عندما تملك الناس وتكون محبوبا، حتى عندما تفقد سلطتك أو قوتك ستجد الجميع يقف بجانبك ويدعمك دون أي مقابل. وقد قال تشرشل "الدكتاتور يمتطي نموراً لا يجرؤ على الترجل منها .. لأنها جائعة."
من أهم الأمور التي يجب تمتلكها كقائد، هي الثقافة العالية، عندما يخاطبك المثقفون عليك أن ترد عليهم بنفس كلامهم، ولن تستطيع الرد إلا إذا فهمت ما يقولون.
والثقة في النفس أيضا مهمة لكي تقول كلاما أنت تعرف معناه وتتخد قرارا أنت واثق من أنه سيحقق أهدافك.
وإلا ستجد نفسك لا تفهم الناس وتتخد قرارات وتعدل عنها بسبب وبدون سبب.
الذكاء أيضا ليس أمرا يتم تدريسه، وأيضا لا يجب أن تكون عبقريا، فقط كن ذكيا لكي تفهم جيدا المواقف الصعبة التي ستجد نفسها توضع فيها، وتستطيع إتخاد قرارات جيدة تتيح لك الإستفادة من تلك المواقف.
القائد الحقيقي لا يبكي على ما يحتاجه، ولكنه يفرح بما لديه، ويصنع التقدم بأبسط الموارد.