حسبنا الله ونعم الوكيل!
معنى حسبنا الله ونعم الوكيل الْحَسْب : هو الكافي . قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)سورة آل عمران 173 ، أي : كافينا الله . وحَسْب مأخوذ مِن الإحساب ، وهو الكفاية . اهـ . فالذي يقول : حسبنا الله ، يقول : إن الله كافينا . ويجب أن يعتقد معنى هذه الكلمة ، فيعتقد أن الله كَافِيه كل ما أهمّه . وقول : نِعْم الوكيل ، أي : نِعْم الْحَفِيظ . ومعنى الكلمة : إن الله كافِينا ونِعْم الْحَفيظ . وهي تُقال عند خوف أمْر ، أو عند وُقوع ظُلْم ، فإن الْمُسْلِم يُسْلِم
أمْره إلى الله ويُفوِّض أمْرَه إليه .
البعض يخطئ فهم (حسبى اللة ونعم الوكيل) ويعتبرها تقال للدعاء من المظلوم على الظالم فقط ولكنها اعم من ذلك عند طلب العون من اللة فى تيسير امر من امور الدنيا نتستعين بها فهو نعم المولى ونعم النصير نوكل لة كل امورنا وعن تجربة فى اصعب المواقف التى مرت فى حياتى كنت اكثر الدعاء بها فكانت سبيلى لفك الكرب والهم .لو اخلصنا بالقول و اليقين بها ستيسر جميع امورنا باذن اللة.
فبها يدفع الله عنك الأذيــّـة و يزيح الكُربة
و يــُـستجلب الرِزق و ينزل الفــَـرج
( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/3، ؛ دليل على أن من توكل على الله حق التوكل ، وعده الله سبحانه أن يكفيه ما أهمه ، ويكون حسيبه وحفيظه ، فلا يحتاج إلى شيء بعده ، وكفى بذلك
فضلا وثوابا ؛ فإن من كفاه الله سَعِدَ في الدنيا والآخرة بقدرة الله وعزته وحكمته
مواضع مناسبة الدعاء بـ " حسبنا الله ونعم الوكيل "
يناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف ، وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة ، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين .
إذا أُبتليت فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا ضاقت بك السُبل و بارت الحيل و لم تجد من الناس أنيساً و لا مؤنساً فقل
" حسبي الله و نــِـعم الوكيل
وإذا ظـُـلمت فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا كنتَ بريئاً و عجزتَ عن إظهار الحقيقة فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا أجتمع القومُ ليؤذوك فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا أُغلق عليك في أمر فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
قال ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَحِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . رواه البخاري . فَمَن فَعَل ذلك كَفَاه الله .” حسبي الله و نــِـعم الوكيل “
دعاءٌ قالتــْـه أمنا عائشة – رضي الله عنها –
يوم ركبت على ظهر دابة صفوان بن المعطّل
فنزلتْ فيها آيات البراءة و الطـُهر . قال القرطبي : قال علماؤنا : لَمَّا فَوَّضَوا أمُورهم إليه واعْتَمَدُوا بِقُلُوبِهم عليه أعطاهم مِن الجزاء أربعة مَعَانٍ : النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتِّباع الرضا ، فَرَضَّاهم عنه ورِضِي عنهم
وهي الكلمة التي قالها ويقولها أصحاب الدعوات في كل زمان ومكان إذا أداهمت بهم الخطوب، واشتدت عليهم الكروب، فماذا تعني هذه الكلمة العظيمة؟
” حسبي الله و نــِـعم الوكيل “
دعاءٌ له آثاره التي لا تخفى
و لكن متى يكون لها الأثر ؟و متى تنفع هذه الدعوة؟ .
.
يقول ابن القيــّـم – رحمه الله – في كتاب زاد المعاد :
( من هذا قوله في الحديث الصحيح للرجـُـل الذي قضى عليه فقال ”حسبي الله و نــِـعم الوكيل ”
فقال عليه صلى الله عليه و سلّم :إن الله يلومُ على العجز ،و لكن عليك بالكيس فإذا غلبكَ أمر
فقل” حسبي الله و نــِـعم الوكيل “ ]رواه أحمد و أبو داوود
فهذا قال حسبي الله و نــِعم الوكيل بعد عجْزه عن الكيسالذي لو قام به لقُضي له على خصمه
فلو فعل الأسباب التي يكون بها كيساًثم غالب فقال ” حسبي الله و نــِـعم الوكيل “
لكانت الكلمة قد وقعتْ موقعها .كما أن إبراهيم الخليل لمـّـا فعل الأسباب المأمور بها
و لم يعجز بتركـِهاو لا بترْكِ شيءٍ منها ثم غلبه عدوّه و ألقوه في النارقال في تلك الحال ” حسبي الله و نــِـعم الوكيل “
فوقعتْ الكلمة موقعها و استقرتْ في مظانــّها فأثرتْ أثرها و ترتب عليها مقتضاها )
فالحمد لله الذي شرع لنا في ديننا مثل هذه الكلمات القليلة التي تُرتجى منها
أمورٌ عظيمة فالحمد لله له الشكر وبنعمته تتم الصالحات