رواية the last bayonet/ الحربة الاخيرة * تأليفي * اتمنى تعجبكم !

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

"the last bayonet"

وهذا انشالله سيكون اسم روايتي

"الحربه الاخيرة"
الفصل الاول
كان هذا هو التاريخ المقرر لسفري .. والعودة الى اليابان حيث أسرتي المتبنيه فأنا لم أعرف من هما والداي حقا وان يكن ... لست حقا مهتمه بما قد يحصل أعني ما هو اسوأ الاحتمالات الا أتـاقلم ؟ ليست مشكلة فانا لم أتاقلم في حياتي قبلا .
كان من الواضح أن حياتي تزداد سخفا وابتذالا يوما بعد يوم ويبدو أن موتي أو حياتي سواء في الحقيقة كانت رغبتي في الموت تفوق رغبتي في العيش أو ربما كانت رغبة الاخرين في موتي اكثر مما هي رغبتي ... أزلت السماعات بعد أن لاحظت أن المضيفه كانت تتحدث معي لم أميز ما قالته فموسيقى الروك اثرت على سمعي وبصري غالباعلى كل أجبتها بالنفي لتعيد صياغه سؤالها في استغراب : هل جواز سفرك بحوزتك ؟ شعرت بحرج : اه .. نعم .. انه .. تفضلي ... اسفة بففف طبعا اخر ما كنت اريده هو شخص اخر او ازدراء شخص اخر بالاحرى كم هذا مزعج..
بعد ساعات في الجو وصلنا أخيرا الى اليابان بلدي الحبيب باستثناء أنني لم ازره مند ست سنوات وعشت سنتين متقطعتين فيه ولا أبدو يابانيه المظهر أو أسيوية على الاقل ولا أمت له بصله أصلا ... فهو بلدي الحبيب في الوقت الحالي كما قلت ليس من الصعب التأقلم فهو شعور لم أتـأقلم على التأقلم عليه لكن : منزل جديد ثانوية جديدة وجوه جديدة كلها اشياء جديده علي ، أيضا أصدقاء جدد لم أكن واثقه من تسميتي لهم أصدقاء جدد فانا لم أحظ بقدامى ليكون لي جدد
أي بعد أسبوع من التحاقي باليابان و أعتقد بأن الوقت قد حان للالتحاق بثانويتي الجديده . كان لا بد من أن أكمل دراستي في ثانوية تدعم اللغه الانجليزية لانني كنت أدرس في أمريكا..
كانت ثانوية مزدوجه أي لليابانيين ألامريكيين او شئ كهذا ...
دخلت أول حصه لي بعد ان تأخرت خمس دقائق كانت حصة رياضيات عرفت بنفسي دون أي اكتراث ثم جلست في المقعد الاخير.
انتهت حصه الملل الصباحيه وتتبعت خريطتي المدرسية لاجد خزانتي تذكرت أنني في مدرستي القديمه كنت دائما ما أتعرض للانتهاك ولم يكن تذكر ارقام خزانتي بالشئ الصعب فقد كانت مشاعا ... وقفت امام خزانتي الجديدة انها حمراء ربما هو فأل خير فخزانتي الغبية القديمه كانت خضراء كان الزي الرسمي يقتلني سئمته من أول يوم
فتحت الخزانه ..اوبس.. يوجد أغراض شخص اخر بهذه الخزانه ممـ..؟.. كانت رائحة الرطوبه والكتب القديمه هي ما جعلني أعتقد بان الخزانه مهجورة تأكدت بعد ان سألت المشرف وأخبرني بأنه سيرسل عامله المقصف في الصباح كي تفرغ الخزانه طأطأت براسي وانصرف هو ...عامله المقصف ؟؟ وما دخلها أليس المفروض ان يكون هذا عمل المنظفة أو ما شابه أو ربما سيرسلها لجمع محتويات الخزانه لتضعها في حساء المدرسة المريع الذي تعده كل يوم ... يتبع
في الصباح طبعا لم تفرغ الخزانه كما كان متوقعا ، أعتقد حان وقت التدخل السريع
أخدت صندوقا كرتونيا من عدة المنظفة المنشغله بالثرثرة مع السمكري
وفتحت الخزانه العفنه : كانت مليئة بالمقررات والفروض الغير المنجزة و روايات وغيرها ..
وقع نظري على كتيب صغير يبدو قديما أكثر من الكتب الاخرى وعلى الصفحه الاولى كتبت عبارة باليابانيه لم افهمها
فضولي دفعني الى قراءة ما احتوته الصفحات الباليه ، يالهي خط هذا الشخص اسوأ من خطي انه رديئ حقا .
وهناك أيضا رسوم لحركات سخيفه ، لكن رغم كل هذا فالسيد فضول تدخل مجددا واقنعني بالاحتفاظ بالكتاب الى أن أجد من يفك شفراته ورنين الجرس المعلن لوقت الحصه لم يمهلني الوقت لافكر مرتين مع أني نادرا ما افعل ذلك .
03/04/2009
اي بعد مرور شهر ...
لم يكن لدي حجر ذلك اليوم الى ان تغيبت عن الحصه الثانيه فصار لدي واحد .. مرحى لي !!!
كان يوم اثنين مملا وممطرا ورطبا .. وأنا صدقت من يقولون أن بدايه الاسبوع تكون مشرقه.. سخف
طبعا أهملت مقاله المئتي او ثلاثمئة كلمة
ورحت أفكر ما مصيري أنا ؟ ماذا سأكون ؟ كيف سأكون ؟ لم يتجه تفكيري نحو أفضل الاحتمالات ففي وضعي هذا لا يتوقع المرئ أحسن الاحتمالات.
استدرت ، كانت هناك مجموعه من فتيات الايمو بالمقاعد الخلفيه كان واضحا أنهن يسخرن مني ، غريب اعتقدت ان فتيات الايمو مهتمات بطلاء أظافرهن على شكل حيوانات او ما شابه لا السخرية من الاخرين .. مني .
لكن لا أكترث ..حقا لانني أعلم أنه يوما ما سأكون شيئا أكبر أكثر أهميه شيئا لا يستحق الاهتمام بمضايقات المتنمرين أو انجاز فروضي أوحضور الحصص أو حتى تكبد عناء الهرب من الحجر الذي انتهى في كل الاحوال ، في طريقي الى المنزل توقفت لشراء طعام العشاء ، كان الجو منعشا طبعا اذا كنت تعتقد أن الشوارع الرطبه الخاليه والظلام الحالك و البرد القارس منعش فأنت على الارجح محق .. أو مختل .
وصلت الى المنزل وقفت أمام الباب ، لوهله شعرت كأن هناك هاله سوداء تحيط بالمنزل في تلك اللحظة كان الخارج يبدو اقل وحشة من الداخل الى أن بعثت موجة برد قشعريرة سرت في أنحاء جسدي وهيجت جيوبي الانفيه واقنعتني بأن البيت هو أجمل مكان في العالم ، فتحت الباب كالعادة ، لا أحد في المنزل وبالتالي المنزل بارد ..
جلست اتناول عشائي في ذلك الجو الكئيب المشحون بالاحاسيس الحزينه اليائسة ، حتى الفرح ياس مني ، كنت وحيده ، وحيدة الى حد بعيد ، القيت نظرة على المكان الحزين .. بكيت .. لكن .....
تتمة الفضل الاول

الفصل الثاني
في الصباح , استيقظت , احسست بوجود شخص ما في المنزل ورائحة القهوة تملآ المكان , ذلك مدني بشئ من الامان .
أقصد اللصوص لا يقتحمون المنازل في الصباح ليعدوا القهوة . صحيح ؟
نزلت , توجهت الى المطبخ . يا للمفاجأة ! كانت هذه ليندا او الخاله ليندا شقيقه أمي بالتبني .. ألقيت التحيه , وجلست الى المائد وفهمت انها هنا لتعتني بي ريثما يعود الجد والجدة من رحلتهماالذين كان من المفروض ان اسكن معهما .
سالتني ليندا , الخاله ليندا عن جو اليابان وكيف هي مدرستي وهل ابلي جيدا , طبعا اجاباتي كلها كانت مثاليه أو عكس الحقيقة بتعبير أسهل , بعد
نصف ساعه مربكه . كان الوقت لاذهب الى المدرسه , ودعت الخاله , قبل ان أخرج تذكرت كتاب الفلسفة , بسرعه صعدت الى غرفتي بعثرت الكتب على المكتب محاولة ايجاد الكتاب المطلوب الذي كان يحدد احدى الصفحات فيه الكتيب الذي وجدته في الخزانه . تتذكرون ؟
اخدت الكتابين معا وانطلقت .. في طريقي فلبت صفحات المخطوطة اللامفهومة وتعني : تقنيه.
بهذا المعدل سأكون بلغت الثلاثين و لم افهم بعد شيفرات الكتاب .. وصولي الى المدرسة ذكرني بانني لاازال في الخامسة عشرة من عمري وانني مجرد مراهقة لا فائدة منها
كان من عادتي التوقف أمام كل مبنى ادخله حتى وان كنت قد سئمت الدخول اليه
خطوت أول خطوة نحو الدرج المؤدي الى باب المدرسه
كنت احسب كل حركاتي لكن هذه قد فاتتني :
اذ دفعني احدهم واوقعني , بسرعه استخدمت يدي اليسرى لاخفف من شدة السقطه لتنحشر يدي الثانيه في زاويه منخفضة من الدرج المقعر المبلل
لكنني فقدت توازني وهويت ارضا , اقتربت مني شقراء طويله وقالت بنبرة ساخرة : اوبس , لم اعتقد انك سريعه الانكسار ..
طبعا اردت افتعال شجار مع هذه الحقيرة كرد جميل مني على هذه الاهانه
لكن يدي التي انحشرت قبل دقائق اطلقت الما شديدا وصريرا اقشعر بسببه جسمي
كان من الواضح ان لا احد سيساعدني فجميعهم مشغولون بالتقاط صور لي بهواتفهم او سخرياتهم التي اختفت عندما فرق المدير الجمع
نظر الي بنظرة حادة وسالني بصوته الحاد ايضا : ما هذه المهزله
لكنه بسرعه لاحظ يدي الامتحركه
عاينها , وطلب من نائبه ان يرسل ممرضة المدرسه ..
كان يحاول ان يفهم مني ما حدث واستمر في سؤالي مرات عدة لكن دموع الالم قد اخرست لساني .
استيقظت , القيت نظرة على المكان , يبدو كمستشفى
والخاله ليندا هنا
طمئنتني وذكرتني بسبب دخولي الي المستشفى , لا اصدق بعد 15 سنة من توخي الحذر و الخوف من ركوب الاحصنة ..كسرت يدي ..
انتهى

الفصل الثالث
نعم هذا ما آل اليه الوضع اخيرا مراهقة عديمة النفع بيد مكسورة مثيرة .. للشفقة كم سئمت هذا الوضع حقا سئمته ..
الخالة ليندا : كيرا عزيزتي كيف تشعرين ؟
كيرا : اا..انا بخير شكرا لك
الخالة ليندا : لا عليك , ايضا لقد تم معاقبة الفتاة التي دفعتك , تذكرينها صحيح ؟ انها " كيم واتسون" من صفك .. عزيزتي انت تعلمين
انه يمكنك ان تخبريني دائما اذا كانت تواجهك مشاكل مع زملائك لماذا لم تخبريني انها كانت تتنمر عليك من قبل ؟ كنا عالجنا الموضوع قبل ان يحصل ما حصل .. ثم تعلمين انه يمكنك دائما اللجوء الى من هم اكبر منك عوضا عن اتخاد قرارات خاطئة و سلوك طرق ملتوية
* كأنها المرة الاولى التي يتنمر علي فيها احدهم .. صدقا لا أعرف كيف اصف هذا الشعور .. الالم .. الوحدة .. الغضب .. الكره .. الحقد .. انسان خال من المشاعر ستصبح ان استغرقت وقتا طويلا حتى تفهم انهم لا يريدون سوى تحطيمك و اضافت الخالة ليندا : لكن لا تشغلي بالك المهم انك هنا معنا بخير . وتقصد بمعنا : هي و زوجها الذي عاد للتو من رحلة عمل وكان زوجها هذا .. غامضا بطريقة مخيفة .. فغالبا عند زيارتنا لهم عندما كنت صغيرة لقضاء العطلة يتصرف بطريقة غريبة و كان من النادر ان تراه يبتسم ..لم اكن لارتاح له يوما *
دخلت الممرضة بصينية الطعام ووضعت الحساء الساخن و قطعة الهلام الباردة امامي وانصرفت .. لم يكن من الصعب ملاحظة ان ماوضع امامي غير قابل للاكل .. ابتسمت الخالة ليندا واضافت لا عليك سوف اخرج لشراء الطعام لانه يبدو انك ستقضين ليلتك هنا
كانت اخر جملة مفزعة بحق .هل ساقضي ليلتي هنا .. انا لا اعلم كيف ومتى اعتقدت انه يمكنني ان اعيش حياة طبيعية كالاخرين فلولا الادوية التي اخدها لما استطعت ان استحمل يوما في هذا المكان .. ااخ .. حتى الاشياء البسيطة مثل سقوط الملعقة او انكسار القلم صارت تجعلني ارغب في السقوط ارضا و البكاء بشكل هستيري ..ما يمنعني من ذلك هوانني متأكدة ان لااحد قادر على ان يحتضنني و يقول لي بان كل شئ سيكون على ما يرام .. هراء..
عادت الخالة ليندا واحزروا من جاء معها .. زوجها السيد المحترم جاي سان او كما ينادونه جاي اما بالنسبة لي فالسيد مختل تفي بالغرض .. لكنه هذه المرة بدا مهتما
و لطيفا و مرحا .. كانه النسخة المعدلة من السيد مختل .. و مع هذا هناك شئ غريب بشأنه ..
ساكتشفه عما قريب. كان وقت الزيارات قد انتهى لذلك وبعد ان تأكدت الخالة ليندا من انني ساكون بخير ذهبت هي و زوجها .. ولاحظت ايضا انها اصرت على ان اخد الدواء قبل ذهابهما .. لا يهم , كانت الساعة قد جازوت السابعة بقليل , نظرت الى جبيرتي محاولة تذكر ما حصل بالضبط , لقد كانت هذه يدي اليمنى .. مهلا لحظة .. ايعقل انه ... بسرعة اتجهت الى الحمام . رفعت الكم ببطئ لاجد ان الجروح في يدي اليمنى مقطبة ..تباا
يا الهي .. هل سنعود الى سيناريو الطبيب النفسي و الادوية و المراقبة و .. . و , فف كنت لاكون اكثر حذرا بهذا الشأن .. الان علي ان اعيش هذا الكابوس من جديد .. انه لامر مزعج بحق. كان الله في عوني
ما اقصد قوله ان كنت قد استعجلت الامور بالنسبة لكم هو انني اكتشفت في الاشهر الستة الماضية طريقة جديدة لاواسي بها نفسي .. فلقد بدى لي انه كان من الاسهل ان اجرح نفسي على ان اضطر للتعبير عن مشاعري و كل الامور المتعلقة بالهراء النفسي .. و الغريب في الامر انني احتقر اولئك الذين ينتسبون لجماعات الايمو فانا لا اجد ان جرح نفسك شئ يدعو الى الفخر او شيئا يجدر بك مشاركته على صفحاتك في المواقع الاجتماعية .. انهم مدعوون -_- على كل كان يجب علي ان اكون قد استغرقت في النوم بحدود التاسعة فالخالة ليندا ستأتي لاصطحابي في الصباح .. بعد نصف ساعة وجدتني لا استطيع النوم بسبب الالم .. اتقلب في الفراش محاولة ايجاد وضعية تمكنني من النوم , يا الهي الالم رهيب جدا .. نهضت بسرعة عله يزول , تجولت في الغرفة
و عندما اقتنعت بان الممرضة لن تأتي قفلت راجعة الى سريري ... لاجد ذلك الشخص الغريب يجلس على حافته *.* انتفضت في مكاني .. فركت عيني لاجد انه يتقدم نحوي ببطئ و ابتسامة ماكرة استطعت تمييزها على وجهه المظلم .. بصعوبة تمكنت من الرجوع الى الوراء بضع خطوات لكن الخوف تمكن مني فسقطت وانا احاول الصراخ .. بعد دقائق وجدت حارس الامن قد استدعى احد الاطباء الذي بدأ يسألني عما حصل و كيف سقطت .. وسط كل هذا كنت لا ازال ابحث عن شخص ثالث في الغرفة وقد كنت متأكدة ان ما رأيته ليس تهيأت .*
بعد ان تلقيت جرعتي من المهدئات تمكنت واخيرا من النوم بسهولة.. في الصباح استيقظت على صوت الخالة ليندا وهي تطلب مني تناول فطوري لنذهب الى البيت .. في السيارة كانت الخالة ليندا هادئة على غير عادتها .. ان هذا يناسبني ., حقا عندما وصلنا كانت هناك سيارات كثيرة مركونة بالقرب من المنزل على غير العادة .. هل كل شئ اصبح على غير عادته ؟
سبقت الخالة بينما كانت تخرج البقالة من السيارة .. جربت فتح الباب لم يكن مغلقا .. دخلت
بهدوء .. لاسمع و اجد انواعا من الفرقعة و الالوان .. فجأة ظهرت وجوه كثيرة تبتسم وتتقدم نحوي
ثم نطق الجميع بصوت موحد : مفاااجأة . كنت احاول استيعاب الامر و معرفة ما يجري من حولي .. كان الجميع يقهقون و ينظرون إلي وانا لم افهم شيئا مما يجري .. حتى دخلت الخالة ليندا وهي تقول : لماذا لم تنتظروني ؟ هاا و نظرت الي و هي تبتسم : عزيزتي كيرا لقد نظمنا لك حفلة ترحيب وهولاء هنا هم افراد عائلتك , هذا ابن العم ، "ال" تذكرينه ؟ وتقدم ليلقي التحية يحاول ان يذكرني بنفسه : لقد كنت اخدك الى مهرجان رأس السنة عندما كنت تأتين لقضاء العطلة.. انت بالطبع تتذكرينني الان ؟.. واضافت صديقته : هل جننت يا ال . كيف يمكنها تذكرك .. و اقتربت مني بسرعة وهي تدعوني لانضم الى الحفلة ..
و بعد دقائق وجدتني وسطهم اتجاذب اطراف الحديث مع الذين كان من المفترض انهم عائلتي .. و احاول ان ابدو لطيفة ، في الحقيقة لم يكن من الصعب ان اتصرف على طبيعتي في جو كهذا , فالجميع يبدون ودودين و لا يتكلفون او يتصنعون في معاملتهم لي احسست بانني انتمي اليهم حقا . حتى احسست بشئ فوق رأسي .. استدرت بحركة مترددة لاجد ان هناك من وضع قبعة "الاحتفال" على رأسي ورأيت الجميع يرحبون بالقادم الذي وضع يده حول عنقي , ثم انقلب نحوي ليقدم نفسه : انا كايل : اهلا بك بيننا يا كيرا , واتم جملته بابتسامة عريضة و سحبني بقوة ، وضع ما بيده على اقرب طاولة لاتمكن اخيرا من تمييز ملامحه : لقد كان اطول مني بشكل غير قابل للنقاش مع انه لا يكبرني الا بسنة واحدة .. شعره اسود ، طويل نسبيا ، ابتسامته دافئة و عيناه ..لقد كان من الصعب وصفهما ومع انه لم يكن وسيما الى هذه الدرجة الا انه كان ساحرا . . ,’
كايل : كيرااا ؟؟
كيرا : اا.. نعم .. ماذا ؟
كايل : تعالي الى هنا .. لدي شئ لك
و بدى كأنه يخرج من جيبه قلم حبراسود ثم طلب مني ان اريه يد الجبيرة و بالقلم خط بضع كلمات باليابانية ثم قال : اتعرفين ما معنى هذه الكلمات ؟
اجبت بالنفي ليقول هو : انه مثل قديم كان جدي يذكرني به دائما .. انها تعني "الحربة الاخيرة " زاد الاستغراب على وجهي، ليبادلني نفس النظرة لكن بطريقة ساخرة : يالهي ، لم اعتقد بان لغتك اليابانية سيئة هكذا ؟ لا عليك ستتعلمين بسرعة ..
لكن لا يبدوعليه انه مهتم بان يشرح لي معنى هذه الكلمات فهوكان قد نادى على الاخرين ليكتبوا هم ايضا على جبيرتي لتمتلآ بكلمات ترحيب و تشجيع ووجوه ظريفة .. كان كل هذا غريبا و جديدا علي ، و مع انني كنت احاول التأقلم مع ما يبدو انه نمط حياتي الجديدة الا ان الامر كان اجمل من ان يكون حقيقة .. فكيف لفتاة مثل كيرا المسكينة ان تحصل على كل شئ وبهذه السرعة او اقول لك ..فقط انظري الى يدك اليمنى وستعرفين انك مثيرة للشفقة ، و من يدري ربما هم هنا فقط لانهم يشفقون عليك : فتاة يتيمة مثلك .. نعم .. التفت ، رأيت احدهم يقدم لي قطعة من الكعك : لقد كان هذا جاي زوج الخالة الذي لاحظ بانني كنت شاردة ، وضع الصحن على الطاولة و قال بصوت خافت : هذا النوع افضل .. كيف تشعرين الان ؟
كيرا : انني .. بخير . شكرا ، شكرا على الحفلة وعلى كل شئ .. ، ربت جاي على كتفي : لا داعي للشكر ، انت تضلين فردا من العائلة ، لذا عليك ان تتصرفي كواحد.. اليس كذلك ؟
كيرا : اا.جل .. اظن ذلك
ثم ساد صمت طويل ..
كنت انتظر منه ان يبعد يده التي استقرت على كتفي .. لكن لم يبدو انه كان ينوي ابعادها ، كان الموقف يزداد غرابة و ازعاجا .
ثم كان من الواجب انهاء هذا المشهد ، فستأذنت بحجة الذهاب الى الحمام .. بسرعة اتجهت الى اقرب مساحة شاغرة لابتعد عن هذا المختل المنحرف .. لكن مهلا لحظة .. ألست اتسرع من جديد .. نعم ، فهو لم يفعل شيئا .. فقط كان يحاول ان يكون لطيفا ، ووضعه يده على كتفك ما هي الا اشارة تدل على الثقة والاحترام بين شخصين ، ليس اكثر ..وانت عادتك تضخيم وتهويل الامور، لكنني ببساطة ، لم اكن مرتاحة له .
- لمحت مراة قريبة ، ذكرتني كم كان شعري يبدو مريعا ، ووجهي الذي يشبه وجه امراة في الاربعينات .. يالهي ،.على كل .. يبدو ان الحفلة قد انتهت
و الجميع تقريبا قد رحلوا . لا يهم ، انني متعبة حقا

الفصل الرابع :
بعد ان رحل اخر الضيوف ، كان المكان في حالة فوضى .. طبعا انا لست من محبي اعمال التنظيف ، لكن التنظيف كان اقل شيئ يمكنني فعله بما ان الحفلة اقيمت على "شرفي" .
شرعت في حمل الاطباق و الاكواب المتناثرة في كل مكان و اخدها الى المطبخ ، لكن الخالة اصرت علي ان اذهب لاخد قسطا من الراحة ، لان الغد يوم مدرسي و .. هي لم تكن محتاجة لان تصر علي وانا لم اكن مستعدة لارفض هذا العرض .
.. صعدت الى غرفتي ببطئ ، فتحت الباب.. كم اشتقت اليها و اشتقت الى المكتب الصغير و السرير و الخزانة ..مع انه لم يمر الا يوم ، انا لم اخبركم من قبل انها كانت غرفتي عندما كنت صغيرة ، فحتى بعد ان رحلت وقرربانني سأستقر في امريكا ، احتفظ الجدان لي بهذه الغرفة ، نعم .. الجدان اللذان لطالما احسست بانهما كالوالدين لي .. فانا وان لم اذكرهما من قبل الا انهما كانا كلما ما املك .. و اذكر كيف اضربت عن الطعام لايام ليعيدوني الى اليهما ، ليخبروني بان الجدين لم يعودا يريدان الاعتناء بي لانهما كبيران في السن .. لحد الان لا ازال لا اعرف ان كان هذا صحيحا .. لانني مذ تلك اللحظة قررت ان اتوقف عن التعلق بالناس مهما كانت وعودهم ، فهم في النهاية لا يوفوون بها .. استلقيت على السرير ، احسست براحة غريبة ، باطمئنان ، كان روحي ترتفع في السماء ، كانني احتضر .. ، نهضت على عجل .. يالهي ؟ هل هذا يحدث حقا .. هل سأموت الان ، ثم نطق ذلك الصوت .. لا انت لن تموتي ، أقله ليس اليوم .. أحسست بانه كان سيغمى علي بعد ان رأيت ان مصدر الصوت كان شيئا اقرب الى الاشباح .. فهو طويل لدرجة ان ظهره مقوس بشكل مخيف و عيناه تشعان بشكل غريب و ابتسامته .. مهلا لحظة اليس هذا هو وحش المستشفى ! وهويقترب مني ببطئ شديد ، كنت احاول الصراخ ، الهرب ، ضربه بالوسائد ، لكن شجاعتي المزعومة خانتني .. فهو بسرعة قفز على السرير و في الوقت الذي تمكنت فيه من الصراخ بكل قوتي وضع يده المخيفة على فمي و هو يقول بسخرية : يبدو انني ارعبتك ، يا الهي .. هل انا مرعب الى هذه الدرجة ! لكن لا تقلقي عزيزتي كيرا انا هنا من اجل المساعدة ، لن اعض .. كان يده لا تزال تغطي فمي بل وجهي .. عندها ادركت انني لم اكن قادرة على فعل شئ سوى البكاء .. لكن الوحش ابعد يده و مسح دموعي برفق وهو يبتسم : ستفهمين كل شئ عما قريب .. الان كل ما عليك فعله هو ان تثقي بي ، و اسمي على فكرة ليس الوحش ، اسمي هو كاجوك و عليك ان تنادني بهذا الاسم من الان فصاعدا .
كنت لا ازال تحت تأثير الصدمة ، و احاول استيعاب ما يحصل ، فكيف لشئ مثل هذا ان يظهر من العدم ،و بهذه السرعة .. انني احلم ، ثم تلقيت ضربة على رأسي ليقول الوحش : الم اخبرك بان اسمي هو كاجوك ، الا تتعلمين ..
- لـ لل..كن كيف ؟ اتقرأ الافكار؟ و كيف تعرف اسمي ولماذا انت هنا اصلا ؟.؟ - يا الهي لم اعرف انك فضولية و مزعجة الى هذه الدرجة
- حسنا ، حسنا .. انني اتخيل فقط ، ولا شئ من هذا حقيقي ، كل ما علي فعله هو التوقف عن التكلم مع نفسي و الخلود الى النوم كأن شيئا لم يحصل و لا يوجد احد في الغرفة سواي .
حاولت اغماض عيني ، لكن لا يبدو ان الوحش سيختفي عما قريب ، نظرت اليه بتردد ، لم يكن مخيفا الى تلك الدرجة ، لكنه نهض من على السرير و قفز من النافدة دون ان ينطق باية كلمة ..
كان الامر كحلم لم استطع الاستيقاظ منه مهما حاولت ، فحتى بعد ان غسلت وجهي عدة مرات بدا لي كانني لن استفيق ابدا او ربما لم انم اصلا ..؟؟ و .. كيف يمكن ان يكون شئ كهذا حقيقيا ، و اتذكر انني قرأت يوما عن مرض تتخيل فيه اشخاصا و اشياء غير موجودة .. هل يمكن ان اكون مريضة بشئ كهذا ؟.؟ لا ، لا هذا مستحيل ، انني فقط مرهقة و احتاج الى الراحة ...
ولا ادري كيف تمكنت من النوم تلك الليلة ، لكن المهم انني فعلت ، بالرغم من الاحلام المزعجة التي راودتني ، فقد حلمت بانني وحدي في المنزل وان هناك شخصا يلاحقني و ضحكته المخيفة تملآ المكان ، و انني مهما حاولت الاختباء فانه كان يجدني .. كم اكره هذا النوع من الاحلام ، فهو اشبه بواقعي الذي انا مضطرة للعيش فيه كل .. بصراحة لا اعرف مالذي يجعلني استيقظ كل يوم ، لكن يبدو ان الوقت قد حان لاستعد للمدرسة . انها الساعة 07:00
دخلت الخالة ليندا الى الغرفة ’ و هي تحمل زيي المدرسي .
الخالة ليندا : صباح الخير
كيرا : صباح النور ..
الخالة ليندا : فكرت في انك تحتاجين لمساعدة ..
كيرا : لا عليك يا خالة .. يمكنني تدبر امري ، لا تزعجي نفسك فقد فعلت من اجلي ما فيه الكفاية .
الخالة ليندا : اذا لم تدعيني اساعدك فلن تلحقي حتى بالحصة الاخيرة .
بدا هذا عادلا ، و بعد ان ساعدتني الخالة ليندا في ارتداء زيي المدرسي .. شرعت ترتب شعري و تصففه
كيرا : يا خالة .. هل يمكنني ان اسالك
الخالة : بالطبع ، تفضلي
كيرا : امم .. البارحة في .. الحفلة ، من هو ، اقصد من كان ، من هو كايل ، لقد بدا لي مألوفا .. لكنني لا اتذكره
الخالة ليندا : حقا ، لا تتذكرين كايل ؟ ، كايل هو اكثر شخص كنت تقضين معظم وقتك معه عندما كنت هنا .. لكن عندما انتقلت للعيش بامريكا ، اضطر والداه الى السفر من اجل العمل .. و هاهو قد عاد بعد اكثر من 10 سنوات ، انت لا تعلمين ما حصل بعد رحيلك .. لكن دعينا من الماضي ، هيا بسرعة الى مائدة الافطار ، حتى لا ت

تأخري .. يتبع

طبعا هذا جزء من الرواية واذا حبيتوها فانا مستعدة اكملها ، اتمنى تعجبكم ! ^^

زائر

يسلموو على الطرح الراااااااااااااااااقي