بضٌ ذاب في نـبــــضـي !!
في لحظة استرخاء هادئة .. انتابني شعور مفاجئ وإحساس غريب ..
بأن هناك شئ في داخلي ..شعرت حينها بتزايد نبضات قلبي..
فأخذت أمد يدي شيئا فشيئا حتى أمسكت على قلبي ..وأنا أتنفس الصعداء..
أمسكت عليه وكأني أسائله ما بك يا فؤادي...؟ وما سر تزايد نبضاتك..؟
عندها رحل بي خلدي متأملاً عظمة تكوين هذا القلب وإعجاز خلقة...
وغبت قليلاً مع تلك النبضــــــــات
يــــاالله..ماأعظـــــــــــــــــــم صنعك ..
هذا القلب الذي ينبض في داخلنا والذي يزن حوالي 312جراماً..
كم يزن ياترى من إخلاص..؟...وصفاء..؟ ونقاء...؟
كم يزن من حب الخير..؟ من الصدق.. والوفاء؟
هذا القلب الذي ينبض في العام حوالي 40 مليون مرة..
كم يا ترى من نبضة كانت لله تعالى...؟
وكم من نبضة كانت لا ترضي الله تعالى..؟
تساؤلات عدة أبحرت بي في ذلك العالم المبهر..وأرست بي على شاطئ نبضات لاتنسى لما تتركه من الأثر الجميل ...!!
فما أجمل نبضات لذة الخشوع والأنس بالله...
وما أجمل نبضات حب وعطف الأمومة
وما أجمل نبضات صدق الأخوة الإيمانية..
وهناك الكثير من النبضات التي لا يستطيع واصف وصفها...
ولكن وللأسف ماأتعس أن يترك الإنسان لذلك القلب فرصة لينبض بحسد أو بغض أو نفاق عندها يتغير معنى تلك النبضات..
يــــــــــــــــــــاالله...
وفجأة وأنا أتأمل ذلك القلب ....شعرت بنبضة ذابت في كل النبضات ..نبضة حركت جسدي لينبض معها..
نبضة أثارت دموع عيني لتبكي بحرارة لاتوصف..قد لا أستطيع أن أصف لذة تلك النبضة ولذة ما وجدت بعدها من راحة وسعادة..
.نعم والله هي الحقيقة ...
وما ذاك النبض الذي ذاب في نبضي .. إلا نبض الحب لله تعالى والشوق إلى جنانه وذاب قلبي لربي فهو حبي و سلوتي في حياتي
وله كل ذرة في كيانـــي ومماتي ومنسكي وصلاتي
يا مرادي هذي ترانيم حب من فيوض المشاعر الخاشعات
بعد ذلك هدأت نبضات قلبي وجفت مدامع عيني و انسابت يدي لتودع قلبي ... وكأني حينها أسمع الكون بأسره يردد..
ما أجمل أن تنبض قلوبنا بحب الله تعالى
وما ألذ أن يدخل الى القلب مع كل نبضة حوالي ربع رطل من الدم محملاً بالتسامح والصفاء..
وما ألذ أن يضخ في يوم واحد 2200 جالون من الدم محملاً بالإخلاص والنقاء..
هذه همستي إلى كل قلب عاشق للرضى
فإن في القلب شعث لا يلمة إلا الإقبال على الله , وفيه وحشه لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته , وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ,
وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه , وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكرة وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا و ما فيها لم تسد تلك الفاقة منه ابدا..