تاخدنا الدنيا بعيدا..تشغلنا و تلهينا..
و منا من ينسى نفسه وسط دوامتها..
و يجري لاهثا وراءها ...و ينسى انه ما خلق عبثا..
حين يرحل يومك و تخلدين الى الفراش..
و حين تتاهبين ان تسلمي روحك الى بارئها..
هل نويت ان تقومي الى صلاة الفجر ؟
لك في النية اجرا فما بالك اذا وفقت في القيام..
بعد يوم شاق ؛ ترتمين على سريرك و تبحثين على الراحة..
ترمين بكل ما كابدته و عانيته وراءك..
تريدين فقط ان تستسلمي للنوم و ترتاحي من هموم اليوم..
لكن انتظري هل نسيت ان تضبطي المنبه ؟؟
من يدريك ما يكون بعد يومك هذا...
من يدريك انك ستفيقين صباحا ؟
هل تعلمين انك ربما فارقت الدنيا الى الابد ..؟
و هل شعرت انك لحظتها بين يدي الله..؟
تخيلي معي انك فارقت الحياة...
تخيلي معي ما سيكون موقفك امام رب الخلق ...
يا الله اقشعرّ بدني من هول ذاك اليوم..
تريثي قليلا و فكري معي..
كم اكرمك المولى..كم حباك من النعم..
نعم لا تعد و لا تحصى...في صحتك..
في عقلك..في مالك..و في اولادك..
و يطول بنا المقام اذ ذكرناها..
هل تستحق دنيانا حقا ان نلهث وراءها ..؟
هل تستحق حقا تكالب من لا يشبع و لا يرتوي..؟
ام اننا تناسينا انها الى الزوال..؟
ننغمس فيها و تنسينا اننا مجرد عابري سبيل..
و تلهينا اموالنا و اولادنا عن رؤية الحقيقة...
لسنا سوى حفنة من تراب و اليه نعود..
فما نفع ما لا ينفع بعد الممات..؟
اترانا تساءلنا متى يحين الرحيل..؟
اترانا فكرنا باننا ذاهبون عن قريب..؟
ام ظنناه بعيدا و لازال امامنا الكثير..
يا الهي رحمتك فنحن لا نساوي شيئا دون رضاك..
فلنداوي قلوبنا بحب الله و القرب منه...
و لنكن اكثر طاعة و اكثر التزام..
فقلوبنا دم و لحم و ليست حجر..
و بالقران و الصلاة تشفى من كل بلاء..
و ليس كحب الدنيا بلاء..ان احببناها ...
تهنا و اضاعتنا بين كرّ و فرّ نبحث عن لذة زائفة..
لنعاهد انفسنا ان نسعى جاهدين لنيل رضا الرحمان..
لنكن مسؤولين على ما يسطر في الكتاب..
و لتكن حروفه من نور يوم نقف للحساب..
اليس جميلا ان نضرب كل حين موعدا مع الله ..؟
اليس جميلا ان نعيش في كنف القدير..؟
ماعادت الدنيا تلهينا و قلوبنا مليئة بحب الله..
ماعادت تشغلنا و لا تشجينا ...
فطوبى لمن طلق دنياه من اجل وجه الكريم الرحيم..
و طوبى لمن وفقه الله و عاش فيها ضيفا مستعدا للرحيل...
و هنيئا لكم احباب الله بما اعددتم من زاد للسفر الابدي..
للامانة الصور منقولة لما فيها من ايحاءات رائعة