جزيئات القلب!..
إن الذي يطمح إلى بلوغ درجة القلب السليم و هو أعلى مقام في الوجود، فلابد له أولاً :
أن يتعرف على جزئيات هذا القلب..
فالقلب أو الروح في وجود الإنسان، ليس وجوداً بسيطاً، ساذجاً، غير مركب..
إنما هناك نزاعاً في داخل الإنسان:
فهنالك جهة تراقِب، وهنالك جهة تراقَب..
هنالك جهة تلوم، وهنالك جهة تلام..
الإنسان ليس وجوداً واحداً، وليس روحاً واحدة..
هناك صراع في جوفه؛ هناك من يقول له: افعل!..
وهناك من يقول له: لا تفعل..
هناك من يقول: افعل فهذه اللذة نقدية، وأما الحساب والعقاب أمر مؤجل!..
وهناك من يقول: العاقل لا يبيع العاجل بالمؤجل!..
ولهذا عندما يخالف هذا النداء المبارك، فإنه يعيش أيضاً وخز وألم الضمير..
فهذا الضمير أين موقعه من الإعراب؟..
والنفس اللوامة هل من الممكن أن تجتمع مع النفس المطمئنة؟..
نحن ننظر إلى جهة في النفس فنراها مطمئنة، وننظر إلى جهة أخرى نراها لوامة..
ومن هنا فإن المؤمن الذي يهمه أمر نفسه، لابد أن يقرأ ويتأمل ليرى ان الغلبة اخيرا لأي النفسين!..
منقول للافادة