روايـــــــة.. أرض الذهـــــــــب و اللــــــــــؤلـــــــــــــــؤ

أرض الذهب و اللؤلؤ :

.............................

في قديم الزمان .. كان يعيش هناك رجل شديد المكر .. وفي يوم من الأيام قام هذا الرجل بجمع الرماد من بيته و بيوت جيرانه .. وبعدها غادر البلاد معلما الناس بأنه ذاهب ليبيع الرماد خارج البلاد ....

خلال رحلته .. استأجر مأوى في بيت تاجر .. وهذا بعد أن سأله التاجر عن هويته و المكان الذي أتى منه وعن وجهته أيضا .. على العموم .. سمح التاجر للرجل الماكر بقضاء الليلة في منزله وطلب منه أن يترك حقيبته المملوءة بالرماد في داخل حظيرة الأبقار.. لكن الرجل الماكر كان خائفا من أن تأكل الأبقار الرماد !! ..

تعجب التاجر عندما سمع ما قاله الرجل . . فهو لم يسمع من قبل أن الأبقار تأكل الرماد ..وقال التاجر للرجل أنه إن حدث و أكلت أبقاره الرماد .. فإنه سيسمح له بأخذ كل بقرة أكلت من الرماد عند مغادرته في الصباح .. على العلم بأن التاجر يمتلك 150 رأسا من الماشية .. وبعد هذا الحوار ذهب الرجل و ترك حقيبته في الحظيرة ..

وبعد العشاء .. توجه الرجل إلى غرفته .. وبعد فترة قصيرة تظاهر بأنه غط في نوم عميق .. وفي منتصف الليل .. عندما نام جميع أهل البيت .. تسلل الرجل من فراشه و دخل خلسة إلى الحظيرة .. و حشر الرماد في أفواه أفضل 40 بقرة في الحظيرة .. وعاد إلى فراشه بالسرعة نفسها التي غادره بها ..

وبعد أن استيقظ من نومه في الصباح .. طلب من راعي البقر أن يحضر له حقيبته من الحظيرة .. وذهب الراعي إلى الحظيرة .. ولم يتمكن من العثور على الحقيبة ..

و وجد أن عدادا من الأبقار يوجد على فمها بقايا من الرماد ..وذهب الراعي مباشرة إلى التاجر ليعلمه بالأمر .. وعندما علم التاجر بذلك .. أصيب بالدهشة .. و اندفع بسرعة إلى الحظيرة وتأكد من أن ما سمعه كان صحيحا ... عندها قام بمناداة صاحب الرماد .. و طلب منه أخذ كل بقرة تحمل رمادا في فمها .. فجمع بائع الرماد 40 بقرة .. وعاد إلى وطنه مع قطيع البقر ..

عندما رآه الناس عائدا مع هذا العدد الهائل من الأبقار .. سألوه عن مكان عثوره عليها .. فأخبرهم بأنه إن أخذ معه المزيد من الرماد .. فسوف يحصل على المزيد من الماشية .. وقال لهم أيضا أن الرماد كان ذو رواج شديد وقد طُلب منه إحضار المزيد منه عند عودته في المرة القادمة ...

صدق الناس ما قيل لهم .. فأشعلوا النار في منازلهم .. و جمعوا الرماد .. و زاروا قرية بعد أخرى .. وهم ينادون على القرويين : " هل من أحد يريد الرماد ؟ " .. لكن عوضا عن شراء الرماد .. أخرج هؤلاء القرويين أولائك الناس بضحكات ساخرة .. وهم يلعنونهم و يشتمونهم .. فشعر الناس بالإهانة والذل و العار .. و أقسموا على أنهم سيقتلون ذاك الرجل الذي نصحهم ببيع الرماد ..

وعادوا إلى البيت وهم في قمة الغضب .. و أمسكوا بالرجل بإحكام و ألقوا به في داخل قفص .. و وضعوا القفص على ضفة النهر.. وقرروا دفع القفص إلى داخل الماء بعد تناول الطعام .. وعندما ذهب الناس إلى البيت .. مر تاجر خيول بالمكان مع قطيع كبير من الخيول .. ورأى الرجل في القفص .. فسأله عن سبب وجوده داخل القفص .. فأجابه بأنه كان في طريقه إلى أرض الذهب وقال: " في الأرض .. الذهب أكثر رواجا و نفعا من الخيول و الفيلة ..... عندما عدت من أرض الذهب جالبا معي وفرة من الذهب .. كنت في طريقي لأصبح رجلا بالغ الثراء وكنت سأكون محظوظا بمجموعة من الخدم و الخادمات .." .. وقال لتاجر الخيول بأنه إن كان يريد أن يحصل على الذهب ... فإنه سيحصل عليه بمجرد الانتظار في هذه القرية الصغيرة لبضعة أيام ..... ففكر التاجر بأنه إن أعطى هذا الرجل كل خيوله و توسل إليه ليفرغ له المكان ليبقى فيه بمفرده ... سيصبح حينها من أثرى الأثرياء كما قيل له ... وقد أخبر التاجر الرجل أنه يريد الذهاب إلى أرض الذهب .. و أعطاه خيوله كلها .. وطلب منه تركه في ذاك المكان لوحده ... فخرج الرجل من القفص .. و وضع التاجر بداخله .. وقام بإغلاق الباب بإحكام .. وقال له بأنه عندما يعود كل الرجال .. يجب عليه أن يطلب منهم إلقاءه هو والقفص إلى أعماق الماء .. وبعد أن أنهى حديثه غادر المكان بصحبة الخيول إلى بلاد أخرى ...

أنهى الرجال طعامهم وتوجهوا إلى ضفة النهر .. ليرموا بالرجل في النهر .. وعندما رآهم التاجر صاح طالبا منهم إلقاءه في الماء .. الرجال الغاضبون نفذوا ما طلبه منهم .. والتاجر الذي أراد الذهاب إلى أرض الذهب .. مات غرقا وهو محبوس داخل القفص .. وظن الرجال أنهم قضوا على الرجل الخبيث ..

مرت سنة واحدة .. و الرجل الماكر قضى هذه الفترة كلها خارج البلاد مع قطيع الخيول .. وعاد بعدها إلى الوطن وهو يقود القطيع معه ...

أصيب الناس بذهول تام .. حين رأوا الرجل الذي غرق أمام عينيهم وهو محبوس داخل قفص .. يقف أمامهم !! .. وقد عاد بعد فترة مع قطيع من الخيول ...

فشعروا بالخوف والرعب ..

نادى الرجل الناس .. وقال لهم أنهم رموا به في مياه ضحلة قريبة من الضفة .. لهذا وصل إلى أرض الخيول فقط ..

و أخبرهم أن أرض الخيول كانت أرضا جميلة ... و كانت أرض الفيلة قريبة منها ..

و أرض الذهب تبعد مسافة مسير يومين .. و أرض اللؤلؤ تبعد مسيرة تسعة أيام ..

و أنه لا يمكن لأي أحد أن يزور الأراضي الأخرى من أرض الخيول بسهولة ..

سأله الناس عن طريقة تمكنهم من الذهاب إلى كل تلك الأراضي .. فأخبرهم بأن عليهم أن يلقوا بأنفسهم في مياه عميقة ليصلوا إلى تلك الأراضي ..

فقرر الناس أن يسافروا إلى الأسفل إلى أرض الذهب و اللؤلؤ .. فذهبوا إلى البيت .. و أعلموا زوجاتهم وعائلاتهم بالأمر .. كثير من الزوجات ذكرن أزواجهن بخداع هذا الرجل لهم في المرة السابقة .. لكن الرجال لم يصغوا إليهن .. وبنوا الأقفاص و أغلقوا على أنفسهم بداخلها .. ودفعوا في الماء من قبل زوجاتهم .. وهكذا ماتوا جميعا تحت الماء ..

عادت النساء إلى بيوتهن .. وبقين ينتظرن عودة أزواجهن ..

وبعد عدة سنوات .. لم يعد الرجال بعد .. فذهبت الزوجات لرؤية الرجل الماكر .. و سألنه إن كان أزواجهن قد وصلوا إلى أرض الذهب و اللؤلؤ أم لا ..

فقال لهن : " أراهن على أن أولائك الذين وصلوا إلى أرض الذهب و اللؤلؤ .. لابد و أنهم قد نسوا أمر زوجاتهم وقد لا يعودون إلى ديارهم أبدا .." .. عندما سمعت الزوجات كلام الرجل .. فقدت بعض منهن الأمل في انتظار عودة أزواجهن .. واتخذن الرجل الماكر كزوج لهن .. وانتقلن للعيش معه ..

وبعد مرور عدة سنوات .. لم يعد الرجال بعد .. فذهبت باقي الزوجات لرؤية الرجل مرة ثانية .. و سألنه : " ماذا حدث لأزواجنا ؟.. " .. فوضح لهن أنه لا يمكن لأي شخص أن يصل إلى أرض الخيول أو الفيلة أو الذهب أو اللؤلؤ عبر الغوص تحت الماء بداخل قفص .. فإن فعل أحد ذلك .. فسيغرق ببساطة ويموت ..

عندما سمعت النساء هذا .. انفجرن بالبكاء ..

والرجل الماكر عاش بسعادة وهناء طوال حياته مع كثير من الزوجات و الثروة .....

مـــــــــــــــا رأيكــــــــــــــــم ؟
أنتظــــــــــــــر ردودكــــــــــــــــم ...

أختكــــــــــــــم:
صديــــــــــقة هيسوكـــــــــــــا

قصة في غاية الروووووعة
عجبتني الخدعة الاولى خدعة الرمال
مشكورة قلبي على القصة
سلمت يمناكي
وننتظر جديد ابداعكي ودمتي مبدعتنا
.. ^______^ ..

ا river loveعفوا يا
شكرا لك على ابداء رأيك
وان شاء الله سأواصل في جلب القصص لكم

صديقة هيسوكا