"الجزء الثالث"
بعد هربه اختبأ لمدة شهر حتى يصيب البأس جيش العدو من محاولة البحث عنه والظن بأنه غادر البلدة بعد هربه مباشرة لكن..
كان فريد يخبئ الكثير من الانتقام في اعماقه, وبعد ان كف الجنود عن البحث واعادوا ترتيب صفوفهم صدم خبر مفاجأ معسكرات العدو عن فقد خمسة جنود من فرق الحراسة بأقصى البلدة فأسرع الجنود بتفقد مكان الحادثة ففوجأ الجميع بجثث مرمية تحت اعمدة الانارة لا تحمل رؤوس فنظر احد الضباط للأعلى فذعر بخمسة رؤوس معلقة على اعمدة الانارة بدلا عن الانوار!!
استنفر الجنود للبحث لكن دون جدوى فحل الظلام وعادوا لمواقعهم والغموض يخيم عليهم , ومع شروق شمس اليوم التالي تداولت الاشاعات عن مصرع خمسة جنود آخرين في موقع آخر للحراسة وبعد لحظات تم التأكد بان الخبر صحيح وقد رميت الجثث وعلقت الرؤوس كما في الحادثة الاولى .. بعد تكرار هذه المجزرة أصيب الجنود بالذعر وخافوا من تسلل عدو ليس لهم قدرة عليه فمنهم من قال: انها اشباح غاضبة تسكن البلدة!
فمع بزوق فجر اليوم التالي حدثت الكارثة التي جلبت معها الرعب الشديد , انها خمسة جثث أخرى لكن هذه المرة كانت المجزرة داخل
احد المعسكرات !
مالذي يحدث هل هناك تحالف؟ او هناك خيانة؟ ضد جيش العدو؟؟
دعونا نعود قليلا للوراء ..في لحظة هرب فريد لم يكن فالحقيقة مختبئ بل كان يجهز ويرتب لانتقامه المرعب بعدما
استفاد من معرفته بكل بقعة في هذه البلدة الصغيرة وكان خلال المدة التي قضاها تحت قبضة الاعداء يدرس كل المعسكرات حتى حفظها عن ظهر قلب !
فقد وضع الخطط وجهز الكمائن وحدد أوقات الصيد للبشر المستبدون, وبدأت لعبة الأشباح الغاضبة!
دعونا نكمل..مع اشراقة اليوم الرابع ذهب بعض الضباط المتواجدون في المعسكر الرئيسي إلى كبير الضباط لكي يتناولوا القهوة ويدرسوا الخطط الحربية فوجدوا باب المكتب مفتوح قليلا فتقدم احدهم ودخل ليستأذن للجميع بالدخول لكن بدلا من ذلك سمع الجميع صراخه فأسرع البقية بالدخول ففجعوا بكبير الضباط واربعة من القادة الذين كانوا معروفين بتجمعهم كل ليلة مع الضابط للشرب والسكر, وجدوهم قتلا تقعد جثثهم على الكراسي بلا رؤوس وكانت رؤوسهم مصفوفة على مكتب الضابط وعلامات الذعر عليها!
في هذه اللحظة سارع القادة بالاجتماع ومع خوف الجنود اجبروا على بعث رسالة إلى جنرال الحرب في جيشهم طالبين منه الانسحاب السريع من هذه البلدة وشرحوا له الاسباب..فكان الرد مقرر ان يأتي بعد يومين من ذهاب الرسالة بمعنى فقد عشرة جنود آخرين!
في هذا الضغط امر القادة جميع الجنود بالتجمع في المعسكر الرئيسي حيث تركوا اماكن الحراسة وجميع الاماكن الحساسة في البلدة فارغة,
في الجانب الآخر من الحرب كانت قوات بلدة فريد قد حصلت على الدعم اللازم ونظمت الصفوف وجهزت الجيش لاقتحام البلدة والتسلل داخلها والنيل من جيش العدو لأستعادة هذا الجزء من دولتهم..؟
أما فريد لم يتوقف عن مطاردة الاعداء فقد جهز الكمائن الكثيرة في المعسكر الذي تجمع في الاعداء وعندما غربت شمس ذلك اليوم بدأت الصرخات من كل مكان في المعسكر انها مجزرة كبيرة خلال ساعة واحدة سقط عشرين جندي انتشر الرعب في انحاء المعسكر فصرخ بعض الجنود : دعونا نغادر هذه البلدة اللعينة لن نقعد لحظة واحدة بعد الآن حتى إن رفض الجنرال خروجنا فلن نهتم لذلك , انها حياتنا نحن احق بها..!)
استجاب غالبية الجيش لهذه الصرخات وسارعوا بحمل امتعتهم وبادروا بالهرب وتركوا البلدة مخلفين وراءهم 43 رجلا بينهم ضباط وجنود قرروا ان ينتظروا قرار الجنرال..
في هذه الأثناء كان جيش سهم قد اقتحم البلدة فصدم الجيش بالبلدة قد أفرغت منذ فترة لا مقاومة لا جنود للعدو لم يجدوا سوا جثث مرمية في شوارع البلدة..فأكمل الجيش تقدمه فرحين بالنصر السهل ظنا منهم ان العدو انسحب خوفا من قدومهم وعندما وصلوا إلى المعسكر الرئيسي وجدوا فيه ؤلائك ال43 رجلا الذين سلموا الأمر للواقع, لقد كانوا متجمعين في خيمة كبيرة لا يحملون أسلحة وعلامات الرعب تملأ ملامحهم كانهم ينتظرون الموت!
في اليوم التالي أسر ال 43 الذين استسلموا واستعاد الجيش البلدة وفي الطريق وهم متجهين للسجن في وسط البلدة بدأت مسيقى البيانو المرعبة بالعزف, كان الصوت مسموع في جميع انحاء البلدة من خلال نظام صوتي صنعه صاحب ذلك العزف المخيف..انه البطل الصغير يعزف مسيقى النهاية, المساجين بدأو بالصراخ والمقاومة من شدة الخوف أنها تلك المسيقى التي كانت تصاحب مجازر الشبح الغاضب..!
ذهبت الكتائب للبحث عن مصدر المسيقى وبعد لحظات وجدوا المصدر لقد كان يخرج من قبو منزل فريد القديم دخل الجنود حذرين, فصدموا بطفل قد شرب كأسا من السم وجلس يلفظ أنفاسه الأخيرة على انغام مسيقى الانتقام ..!
.
.
.
.
لقد كان هذا الخيار الذي اختاره فريد لنهاية تليق بقاتل صغير..لقد خاف من مطاردة الكوابيس وتأنيب الضمير له طول حياته!
تحياتي الكاتب : هدوء مخيف ’ بمساعدة من : لاعبين فريق الأحلام بجامعة الإمام...