نوح يتلقى درسا من ربه
بعد أن اغاب ابن نوح عن عيني أبيه خلف الأمواج لجأ نوح إلى التضرح ومناشدة ربه لإنقاذ ولده وقال ( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ) وقد وعدتني ان تنجيني وأهلي من الطوفان ( وأنت أحكم الحاكمين )0 فاوحى الله إلى نوح درسا من دروس العقيدة الحقة ( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) ومثل هذا الولد لا يستحق أن يكون من أهلك ولا من خاصة عشيرتك , فلا يكون من أهلك إلا من آمن بك , وصدق برسالتك , واستجاب لدعوتك , ومثل هذا هو الذي يكون من أهلك وهو الذي وعدك بنجاته وانقاذ حياته عندما دعوتني وقلت ( رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجني ومن معي من المؤمنين ) وولدك هذا ليس من المؤمنين , فكيف تدعوني اليوم وتسألني ان انجيه , وكيف تسألني الآن نقيض ما سألتني من قبل ( إتي أعظك أن تكون من الجاهلين ) استوعب نوح هذا الدرس تماماً وأدرك أنه أخطأ حين أذهله العطف عن الحق , وكان أولى به أن يجعل قوة الإيمان تغلب ضعف الإنسان , فالتجأ إلى ربه تائبا مستغفرا من ذنبه مستعيذا من غضب ربه ( قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) وحال الموج بين نوح وابنه فكان من المغرقين مع من غرقوا كافرين 0