لا عليك.. سـ نبكي اليوم وغداً ننسى؛ وسـ نرى في عينين آخٓرٓتين حياتنا: خضراءٓ كـ ما يجب عليها أن تكون؛ أو بيضاءٓ كـ ما يجب علينا أن نحياها.. أنتٓ في وداعة الله؛ وأنا في مهبّ النسيان..!
.
وعلينا ألا نبكي.. لن يُنقِصنا الغيابُ يداً أو ذاكرة؛ ربما قلباً أو بعضٓ قلب؛ لكني لن أنساكٓ بـ سهولة؛ فـ قلبي ليس ملكي منذ أن وهبتكٓ إياهُ ذات سعادة؛ أما يقولون "لا تُعطِ لحظة السعادةِ ولا تعاقب لحظة الغضب" ها أنا أقعُ لـ المرة الثانية في خطأٍ يُكلّفني قلبي؛ بعد أنْ صدّقتكٓ في المرة الأولى وكلّفني الأمرُ سعادتي..!
.
تعال.. لا ترحل سريعاً قبل أن أُنهي الكلام؛ لن نلتقي بعد هذا اليوم؛ وإن الْتقينا لن نتكلم؛ دعنا نقول كلّ ما يمكن أن يقوله اثنان يفترقان؛ لكنهما يخجلان حتى في اللحظةِ الأخيرة؛ دعني على الأقل أتكلّم؛ أن لا أخطئ لـ المرة الثالثةِ وأصمت؛ ويكلّفني ذلك "الندم"..!
.
وكنتُ أحبك.. حتى وأنا أودّعكٓ أحبك؛ الوداعُ لا يعني انتهاء الحبّ.. بل انتهاء الحلول؛ وعقلي ناضجٌ كـ سحابةٍ مُثقلةٍ -وإن لم تُمطر- على الأقلّ تحمل أملاً لـ أحدهم؛ كنتُ أحبكٓ كما يحبّ الأنانيون أنفسٓهم؛ لكنك كنتٓ أنانياً وحدك.. أنانياً لـ الدرجة التي احتفظتٓ فيها بـ نفسك وفرّطتٓ بي..!
.
وكنتُ أريدك.. يدٌ واحدةٌ لا تُصفّق؛ وقدمٌ واحدةٌ لا تركض؛ وقلبٌ واحدٌ لا يمكن أن يحبّ.. سيموتُ هوٓ أو يموت حُبُّه؛ كنتُ أفضّلُ أن تنتهي حياتي تحتٓ شمسِ حنانكٓ الرائعة؛ ونسيت أنّ الشمسٓ كـ ذلك تغيب..!
.
خذني مني.. اقذفني بعيداً كـ ما يقذف اليائسُ حٓجرٓ أمنيةٍ في بُحيرةٍ واسعة؛ على الأقلّ سـ أموتُ كـ أمنية؛ لن أموت كـ نسيان..!
.
ولك الحقّ في أنْ تترك يدي الآن.. أشبْعتُ قلبكٓ بـ كلامٍ لن يغيّر شيئاً؛ نعم.. هذا سببٌ وجيهٌ وكافٍ لـ نترك بعضنا "أننا لن نتغير"..!